اعتداءات المستوطنين تزداد تطرّفاً بالضفة
صعّد المستوطنون نشاطهم المتطرف في الضفة الغربية، وصادروا وهاجموا أراضي في مناطق مختلفة، فيما بدا أنها أحد تداعيات فوز اليمين الإسرائيلي في الانتخابات.
وسيطر مستوطنون شمال الضفة الغربية على “خربة يانون” التابعة لأراضي بلدة عقربا، جنوب نابلس، وبنوا عدة “كرفانات” متنقلة هناك في محاولة لتأسيس بؤرة استيطانية جديدة.
وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة، غسان دغلس، إن نحو 50 مستوطناً نصبوا “كرفانات” في منطقة الرومي بأراضي “خربة يانون”، من الجهة الشرقية الشمالية، التي تبعد عن مستوطنة “إيتمار” والبؤرة الاستيطانية “777”، نحو كيلومتر.
وأضاف أن خربة يانون محاطة بخمس مستوطنات وبؤر استيطانية تتوسع على حساب أراضي المواطنين، وجرى الاستيلاء على أكثر من 75 في المائة من أراضيها.
وفي جنوب الضفة، أعاد مستوطنون بناء بؤرة استيطانية قديمة في منطقة البويرة شرق مدينة الخليل، على أرض فلسطينية، تعرف باسم التلة رقم 18.
من جهته، قال مؤسس تجمع “شباب ضد الاستيطان”، عيسى عمرو، إن المستوطنين يحاولون عزل منطقة البويرة عن محيطها من أجل طرد سكانها وتوسيع حدود مستوطنة “كريات أربع” على حساب الأراضي الفلسطينية.
وأضاف عمرو أن المستوطنين منذ نحو الأسبوع، وهم يعربدون ويعتدون على الممتلكات الفلسطينية في محيط مستوطنة “كريات أربع” وبحراسة الجيش ودون تدخل أي جهة سياسية أو حكومية إسرائيلية، وتم ترك الفلسطينين لمواجهة مصيرهم في تلك المناطق، وأن منطقة واد الغروس ما زالت مغلقة بالكامل على المواطنين، وهي منطقة أخرى مستهدفة استيطانياً.
في الأغوار الشمالية، هاجم مستوطنون أراضي في منطقة مكحول وبدأوا العمل فيها، في إشارة إلى أنهم سيطروا عليها.
وقال الناشط الحقوقي عارف دراغمة، إن المستوطنين حرثوا الأراضي في منطقة العويسات شرق خلة مكحول التي تزيد مساحتها على مائة دونم بغرض الاستيلاء عليها.
وأكد أن هذه الأراضي مملوكة لفلسطينيين لم يتمكنوا من الوصول إليها منذ عشر سنوات بسبب ممارسات الاحتلال ومستوطنيه.
محاولة الاستيلاء على أراضي شمال وجنوب الضفة وفي منطقة الأغوار، ترافقت مع هجمات مستوطنين في مناطق أخرى. إذ دمر المستوطنون شبكة ري وأتلفوا محاصيل زراعية في منطقة “عين فرعا”، جنوب غربي الخليل، كما هاجموا المزارعين وقاطفي ثمار الزيتون في قرية بورين جنوب نابلس، وسرقوا ثمار الزيتون من أراضي بلدة كفر الديك، غرب سلفيت شمال الضفة. إضافة إلى ذلك كله اقتحم مستوطنون المسجد الأقصى وأدوا طقوساً تلمودية بداخله.
وتصاعد نشاط المستوطنين في الضفة منذ فوز اليمين الإسرائيلي في الانتخابات بشكل ملحوظ، وشمل ذلك شن هجمات على قرى فلسطينية وإغلاق طرقات. ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية انتهاكات وجرائم الاحتلال وميليشيا مستوطنيه المسلحة ضد المواطنين الفلسطينيين وأرضهم ومنازلهم وممتلكاتهم ومقدساتهم.
وقالت إنها تنظر بخطورة بالغة لاستمرار التصعيد الإسرائيلي، وترى فيه إمعاناً في تنفيذ مزيد من مشاريع الاحتلال الاستعمارية على حساب أرض دولة فلسطين، في محاولة رسمية لتقويض أي فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، ودعوة صريحة لإغراق ساحة الصراع في دوامة من العنف بهدف إزاحة أي جهود دولية وإقليمية لاستعادة الأفق السياسي لحل الصراع أو الحديث عنها.